11 يوليو 2025 - 15:27
تقدير الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) لمراجع الدين وعلماء المسلمين/ قائد الثورة مظهر العلم والتقوى ومحاربة الظلم وسيادة الدين

أدان الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في بيانٍ مهم ومفصّل، الإساءات والتهديدات الأخيرة الموجهة ضد قائد الثورة الإسلامية في إيران، وشكر مراجع الدين العظام والمفكّرين في أنحاء العالم على المواقف التنويرية التي قدموها في هذا الخصوص.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قدم الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)،  آية الله "رضا رمضاني" جزيل شكره وتقديره لمراجع الدين العظام وعلماء العالم الإسلامي، لمواقفهم الداعمة لقائد الثورة الإسلامية في مواجهة إساءات وتهديدات أمريكا والكيان الصهيوني.

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

اشَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِکَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ صدق الله العلی العظیم (آل عمران، ۱۸)

مراجع الدين العظام وعلماء المسلمين الكرام

الأمة الإسلامية والأحرار

إن العالم شهد خلال الأسابيع الماضية مواجهة الحق بأكمله أمام الباطل بأكمله حيث تطاول الطغاة الظلمة والقتلة وبكل وقاحة على مظهر العلم والتقوى، والحرية والاستقلال ومحاربة الظلم، ومظهر سيادة الدين في عصرنا الحاضر، أي: القيادة الحكيمة والمرجعية الدينية والسياسية في إيران والعالم الإسلامي، و هذه هي المواجهة عينها بين الآيات البينات الإلهية الراسخة في قلوب العلماء، وبين الجاحدين والمنكرين لها من بين الظالمين، "بل هو آياتٌ بيِّناتٌ في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتِنا إلا الظالمون".

إنّ دفاع العلماء والمفكّرين، بالأخص الفقهاء، وأصحاب الفتوى، ومراجع الدين الشيعة العظام، عن مكانة القيادة والمرجعية والعلم، والذي ظهر ذلك في الفتاوى الصادرة، والبيانات العديدة، والخُطب، والتصريحات القيّمة لهم، يكشف من جهة عن الاحترام لكبار شخصيات، كما قال الله فيهم: "أُوتوا العلم درجاتٍ"، وهم لا يساوون أبداً بـ "الذين لا يعلمون"، فإنهم ورثة الأنبياء، وقد ملئت الخشية الإلهية وجودهم، وأن توقيرهم، كما ورد عن أمير المؤمنين (ع) هو تعظيم للربّ الكريم، وتصغيرهم يكون السبب في تصغيرهم في عيون الآخرين، ومن جهة أخرى، يعدّ هذا الأمر رسالةً وردا على الفراعنة المتغطرسين في هذا العصر، كما رأينا ذلك في موجة الاعتراضات الواسعة على من أساؤوا إلى مقام العلم، والفقاهة، والقيادة، الأمر الذي يكشف عن  وعي الأمّة الإسلامية، ووحدتها، وتضامن أحرار العالم في مواجهة الباطل والدفاع عن الحق.

إنّ القرآن الكريم أشاد دوما بمكانة العلماء ومقامهم، الذين هم أهل العلم والمعرفة والحكمة، وهم المصداق البارز لـ "الذين أوتوا العلم، وأولو العلم، وأولو الألباب، وأولو النهى، وأولو الأبصار". ولا شكّ أن تكريم هؤلاء، هو تكريم لله، ولرسول الله صلى الله عليه وآله، ولسائر أنبياء الديانات الإبراهيمية، ومَن يسلك غير هذا الطريق، فإنما يمضي في طريق الظلام، والجهل، والظلم، والفساد، وهو مدان ومرفوض من قِبل الجميع.

إن الأديان الأخرى أيضًا تدين هذه المبادرة الحمقاء والفارغة من الحكمة، فإنّ التوراةُ توصي المؤمنين بأن يعظموا العلم والحكمة والثبات في الفكر والقول والعمل، وأن يقوموا بتكريم هذه القضايا. ويؤكد الإنجيل كذلك أنّ من يتحلّى بزينة العلم والمعرفة، ويُطابق سلوكه مع ما يعلم، أي يعمل بعلمه، فإنّه يُعدّ في ملكوت السموات شخصية عظيمة وجليلة، ويُذكر بالتبجيل والاحترام. فواضح تماما أن الظالمين في الوقت الراهن من الأمريكيين والصهاينة، يجب عليهم أن يتحمّلوا مسؤولية أفعالهم، وذلك بتعدّيهم على مقام العلم والقيادة، حيث إنهم خالفوا حتى تعاليم كتبهم المقدّسة.

فأنا وباعتباري الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) حيث أنّ المجمع يعد مؤسسة شاملة لأتباع أهل البيت، وتدعو إلى وحدة الأمّة الإسلامية، وتشجّع على حوار بين الأديان، والتفكير المشترك بين الناس، خاصة بين المستضعفين، وذلك من أجل بناء عالمٍ يقوم على العدالة وهو بلا شكّ عالم مليء بالعلم ومفعم باحترام العلماء، فأشكر الله تعالى أولا، ثم أتقدّم بخالص الشكر والامتنان إلى جميع مراجع الدين العظام، والمفكّرين، والقيادات الدينية والاجتماعية الذين وقفوا بمواقفهم العلمية والحكيمة، أمام التهديدات والدعوات إلى العنف والاغتيال، ودافعوا عن العلم والعدل، وعلى أمل أن تنجح هذه الحركة العالمية في وضع الإرهابيين الظالمين المحاربين للعلم في مكانهم، وتوّجه العالم نحو تحقيق المزيد من العدالة والاحترام لمكانة العلم وعلماء الدين ورجاله المتحلين بالتقوى والورع الإلهي.

قال أمیرالمومنین علی علیه السلام: هَلَكَ خُزَّانُ الاَْمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ.  (نهج البلاغه الحكمة ۱۴۷)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رضا رمضاني
محرم الحرام ۱۴۴۷ هـ

........

انتهى/ 278

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha